ما قبل المعمدانيين
القس اسبير ضومط
في نهاية العشرينات من القرن العشرين، حضر لعجلون من القدس القس إسبر ضومط، وهو قس لوثري تم انتدابه بعد أن وضع الله على قلبه البدء بخدمة إنجيلية في شمال الأردن. فكانت عجلون هي اختياره.
حضر وفي قلبه إنشاء دار أيتام ومدرسة، وبالفعل قام باستئجار منزل في عجلون، في النهار يكون مدرسة وفي الليل منام للأولاد ويوم الأحد كنيسة.
من هناك انطلق للقرى والمناطق المحيطة فكان بركةً للكثيرين. وقد وصل حتى دبين التي فيها أسس مدرسة كذلك. بقي الحال كذلك حتى وصل الدكتور شارلز مكلين، وبسبب كبر سن القس اسبر ضومط تم تسليم الكنيسة والمدرسة في عجلون ودبين ليتولى الدكتور ماكلين من الكنيسة الأسقفية المسؤولية فيها.وعندما تولى المعمدانيون المستشفى من الإرسالية الأسقفية، تولوا كذلك مدرسة عجلون ومدرسة دبين وكنيسة عجلون. ومن تلك الكنيسة ابتدأ العمل الإنجيلي بشكل رسمي.
إرسالية الــ CMS
حضر الدكتور تشارلز ماكلين للأردن في بداية الثلاثينيات مع زوجته، وطبيبة إنجليزية أخرى تدعى الدكتورة دوري Dr.Dorey، وجميعهم كانوا مرسلين للعمل الطبي في مستشفى في السلط تابع لإرسالية خاصة بالكنيسة الأسقفية في إنجلترا CMS.
في 3 كانون أول 1938، قام الدكتور ماكلين بافتتاح أول عيادة طبية رسميّة في عجلون وباشر مع إرساليته في بناء مستشفى هناك. تمّ البناء وافتُتح المستشفى في سنة 1940 وسمّي "مستشفى إرسالية جلعاد". كان المستشفى بجناحين وَسِعَة 27 سريراً، وعدد العاملين فيه ستة عشر شخصًا.
مستشفى جلعاد
قدّم المستشفى خدمات طبية جيّدة لسكان عجلون والقرى المحيطة رغم صعوبات كبيرة. لم يكن هناك كهرباء ولا موارد ماء مستمرة. كانت لديهم سيارة واحدة فقط يستخدمونها لنقل المشتريات والأطباء والموظفين وأية أمور أخرى تحتاج إلى السفر.
استمرت الخدمة في مستشفى إرسالية جلعاد لمدة إثني عشر سنة. وحيث أنه لم يكن لدى أغلب المرضى المنتفعين من خدمات المستشفى الطبية القُدرة على دفع ما يكفي لسد تكلفة هذه الخدمات. فقد أصبح العبء المالي كبيراً وصار يعيق استمرار العمل بالمستشفى ويُهَدِّد بإغلاقة. كانت زوجة الدكتور ماكلين من عائلة لورد بريطاني، وكانت مقتدرة مالياً، فقامت بتمويل المستشفى لسنين عديدة من مالها الخاص؛ وقد استمرت بذلك لفترة لا بأس بها إلاّ أن العبء كان كبيراً جداً حتى أنهم وصلوا لمرحلة لم تمكّنهم من الإستمرار.
اجتمع الدكتور ماكلين مع الإرسالية التي قَدِمَ منها في لندن، حيث اتخذ مجلس الإرسالية في ذلك الاجتماع قراراً بتسليم المستشفى لهيئة أخرى تكون قادرة على إدارة المستشفى وتطويره لما فيه خير المراجعين والمرضى.